شلل النوم (الجاثوم) Sleep Paralysis

تخيل نفسك تستيقظ من النوم وأنت غير قادر على الحركة! الأمر مروّع بالطبع، ولكن يتوقع الباحثون أن 25-40% من الناس يتعرّضون لهذا مرة واحدة على الأقل في حياتهم. أكمل المقال لتعرف أكثر عن شلل النوم.

ما هو شلل النوم؟

شلل النوم أو ما يُعرف بـ “الجاثوم” (Sleep Paralysis)، هو حالة تتمثل بفقدان مؤقت في وظيفة عضلات الجسم أثناء النوم، مما يؤدي إلى عدم القدرة على الكلام أو الحركة على الرغم من الرغبة في ذلك و إدراك الشخص لما يمر به. قد تحدث هذه الحالة أثناء الاستيقاظ من النوم أو عند حلول الغفوة أو بعد فترة وجيزة من النوم. وقد يرافقها سمات أخرى، مثل الشعور بوجود شخص آخر في الغرفة أو الهلوسة.

عادةً ما تستمر هذه النوبة من ثوانٍ إلى بضع دقائق، وقد تنتهي من تلقاء نفسها عند عودتك للنوم أو استيقاظك بالكامل، أو عندما يقوم شخص آخر بلمسك أو تحريكك. قد يكون المُصاب مُدركًا لما يحدث أثناء هذا الشلل المؤقت دون المقدرة على السيطرة عليه، كما أنه قد يتذكر تفاصيل ما حدث بعد انتهائه.

من المرجح أن تحدث هذه الحالة في وقت قريب من الصباح، وذلك عندما تحدث حركة العين السريعة (Rapid Eye Movement- REM)   وهي مرحلة من مراحل النوم. ترتبط مرحلة حركة العين السريعة بالأحلام الحيّة الواضحة واسترخاء العضلات، مما يعني أن شلل النوم يحدث عندما يستيقظ الشخص سريعًا وفجأةً في هذه المرحلة. هنا يكون العقل مستيقظًا ولكن يبقى الجسم في وضعية الاسترخاء ولا يمكنه الحركة، مما يسبب الشعور بالشلل.

على الرغم من كون شلل النوم حالة شائعة بين الناس، إلّا أنها لا تُعد خطيرة رغم تسببها بالقلق للبعض، ولا يلزمها أي تدخل طبي في العادة. إن التعرّف على هذه الحالة وأعراضها قادرٌ على تخفيف القلق الناتج عنها.

ما هي أعراض شلل النوم؟

تشمل المشاعر أو السمات الشائعة لشلل النوم ما يلي:

  • ضعف العضلات
  • عدم القدرة على التحدث أو الحركة، والشعور بتجمد الجسد في مكانه
  • حركة محدودة للعين
  • الهلوسة، مثل الشعور باللمس من شخص آخر أو سماع أصوات أو رؤية وجوه غير موجودة
  • الشعور بضيق في التنفس أو الشعور بضغط على الصدر، مع أن التنفس لا يكون متأثرًا في الواقع
  • الشعور وكأن شخصًا آخر موجود في الغرفة، أو الشعور بوجود شخص شرير
  • الشعور بالخوف أو الهلاك الوشيك أو كأن الشخص ميّت

على سبيل المثال، قد تشعر أن شخصًا ما يقف فوقك، ولكن لا يمكنك تحريك رأسك للنظر إليه، أو أن تشعر وكأن شيئًا ما أو شخصًا ما يضغط عليك.

ينصح بمراجعة الطبيب عند تكرار هذه النوبات حيث أن تكرارها قد يكون بسبب وجود مشكلة صحية تطلب العلاج.

ما هي أسباب شلل النوم؟


على الرغم من أن شلل النوم يحدث عادةً في عمر العشرينات والثلاثينات، ولكن من الممكن أن يعاني الأطفال والبالغون من جميع الأعمار منه. أضف إلى ذلك، بعض المجموعات معرضة لخطر الإصابة أكثر من غيرها، حيث أنه يوجد العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث شلل النوم، إلا أن وجودها لا يعني بالضرورة حتمية حدوثها. إن السبب الدقيق وراء هذه الحالة غير معروف بالكامل، ولكن تُظهر الأبحاث أن العوامل التالية قد ترتبط بشلل النوم:

– اضطرابات في النوم

  • الحرمان من النوم والأرق
  • عدم انتظام مواعيد النوم والنوم المتقطع، بسبب مناوبات العمل الليلية أو السفر لمناطق زمنية مختلفة مثلًا
  • عدم اتباع عادات نوم سليمة
  • انقطاع النفس أثناء النوم (Sleep Apnea)، والذي من الممكن أن يؤدي إلى الاستيقاظ طوال الليل. 
  • النوم القهري/داء التغفيق (Narcolepsy)، وهو اضطراب نوم مزمن يسبب النعاس الشديد، ويؤدي إلى نوبات نوم مفاجئة على مدار اليوم.

– اضطرابات نفسية

  • القلق والتوتر
  • الاكتئاب الشديد
  • اضطراب ثنائي القطب
  • اضطراب ما بعد الصدمة 
  • اضطراب الهلع

– أسباب أخرى

  • النوم على الظهر، حيث أنه قد يزيد من احتمال حدوث نوبة شلل النوم، وقد يرجع السبب إلى حدوث انقطاع النفس أثناء النوم.
  • شرب الكحول وتعاطي المخدرات.
  • التاريخ العائلي. قد ينتشر شلل النوم في بعض العائلات، مع ذلك، لا يوجد دليل علمي واضح على تسبب عامل جيني فيه.
  • استخدام بعض الأدوية، مثل الأدوية المستخدمة في علاج اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

كيف يتم تشخيص شلل النوم؟

لا يلزم إجراء الفحوصات الطبية لتشخيص شلل النوم. يقوم الطبيب عادةً بسؤال الشخص عن تاريخه المرضي وأعراضه وعادات نومه ونمطها. في بعض الحالات، قد يُجري الطبيب فحصًا معينًا أثناء النوم لتتبع موجات الدماغ والتنفس، كما وقد يجري تخطيطًا للدماغ للتحقق من وجود اضطرابات أو مشكلات صحية تسبب الأعراض.

ما هو علاج شلل النوم؟


عادةً ما يتم زوال أعراض شلل النوم في غضون دقائق، من غير أن تسبب أية آثار جسدية أو نفسية أو أي أضرار، ومع ذلك، من الممكن أن تكون التجربة مُقلقة ومخيفة كثيرًا. لا يعتبر العلاج عادةً ضروريًّا في حالة شلل النوم، كما ويشعر معظم الناس بالأمان بعد علمهم  بأن ما يصيبهم ليس خطرًا حقيقيًّا. من جهة أخرى، معرفة السبب الكامن وراء شلل النوم وعلاجه يساعد في علاج الحالة. 

في بعض الحالات، قد يصف الطبيب بعض الأدوية للمساعدة في السيطرة على شلل النوم لتثبيط مرحلة حركة العين السريعة، وتشمل هذه الأدوية بعض مضادات الاكتئاب.

قد يساعد العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy) على تحسين النوم ومدته، والمساعدة في التغلب على الخوف المرتبط بالهلوسة.

نصائح للتأقلم مع شلل النوم

يمكن لبعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة أن تقلل من الأعراض المصاحبة لشلل النوم أو منع تكرار حدوثه، كما أنها تساعد على تحسين جودة النوم بشكل عام. تشمل هذه التغييرات ما يلي:

  • التركيز على جعل العقل مسترخيًا أثناء نوبة شلل النوم، عن طريق تذكيره بأن الشخص يعرف ما يحدث ويعلم أنه ليس في خطر وأن هذه النوبة وهمية ومؤقتة وعابرة وستزول قريبًا. من الممكن كذلك أن يجرب الشخص الانخراط في التجربة وكأنه يمثّل في فيلم رعب.
  • ممارسة  التأمل وتمارين اليقظة الذهنية وتمارين استرخاء العضلات واليوغا.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم (7 إلى 8 ساعات في اليوم).
  • تجنب الممارسات التي قد تسبب التوتر أو التحفيز قبل النوم كالمحادثات العاطفية أو العمل.
  • ممارسة الرياضة بانتظام ولو نصف ساعة يوميًا، في وقت بعيد عن وقت النوم (قبل النوم بساعتين على الأقل).
  • المحافظة على جدول نوم منتظم حتى في أيام العطل.
  • إغلاق جميع الأجهزة الالكترونية وتجنب الضوء الأزرق قبل النوم.
  • الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة لأي حالة صحية يعاني منها الشخص، والتعرف على الآثار الجانبية وتفاعلات الأدوية المُتناولة؛ لإمكانية تجنب الآثار الجانبية المحتملة، بما في ذلك شلل النوم.
  • تجنب الكحوليات والكافيين قبل النوم.
  • تجنب النوم على الظهر.
  • خفض الإضاءة و  درجة حرارة غرفة النوم.
  • الالتزام بروتين استرخائي يومي للنوم (30 إلى 60 دقيقة قبل النوم)، والذي قد يتضمن الحمام الدافئ والاستماع إلى موسيقى هادئة أثناء التركيز على التنفس، وممارسة تمارين التمدد والإطالة الخفيفة، وقراءة كتاب.
  • استخدام السرير للنوم فقط، وعدم الذهاب إليه إلا في حالة الشعور بالتعب. في حال عدم القدرة على النوم خلال 20 دقيقة، ينصح بترك السرير لعمل نشاط آخر يجلب الاسترخاء كقراءة كتاب على الكنبة.
  • الحد من القيلولات، وإن كان لا بد منها، فينصح بأن تكون لمدة نصف ساعة كحد أقصى وأن لا تكون في وقت متأخر بعد الظهر.
  • كتابة المخاوف والأفكار وعمل قائمة بالمهام المطلوبة لليوم التالي مع ترتيب الأولويات قبل محاولة النوم.

*** تمّت الكتابة  والتدقيق من قِبَل فريق إعداد المحتوى

المراجع:

Facebook
Twitter
LinkedIn
Email

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *